ياجماعة الموضوع منقول من كتاب
الداء والدواء
لـ ابن القيم
وعشان الموضوع كتير عجبني
كتبته بايدي
بس انتبهوا انو بيتكلم عن العشق المحرم
____________________________
بسم الله
قال ابن القيم:* ليس في العشق مصلحة دينية ولا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعاف ما يقدر فيه من المصلحة وذلك من وجوه:احدهما: الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الله , فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهرأحدهما الاخرالثاني: عذاب قلبه به , كما قيل:فما في الأرض أشقى من محب ...... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ........ مخافة فرقة او لاشتياق
فيبكي ان بعدوا شوقا اليهم ....... ويبكي ان دنوا حذر الفراق
فتسخن عينه عند الفراق ....... وتسخن عينه عند التلاقِ
والعشق وان استعذبه صاحبه , فهو من أعظم عذاب القلبالثالث: أن قلبه أسير في قبضة غيره يسومه الهوان فقلبه كعصفورة في كف طفل .. والطفل يلهو ويلعب كما قيل:ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا ....... وأنت خلي البال تلهو وتلعب
فعيش العاشق عيش الاسير الموثق ....... وعيش الخلي عيش المسيب المطلق
الرابع: أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه , وسبب ذلك : أن القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به ... بعد عن الله , فأبعد القلوب عن الله قلوب العشاق ....
وإذا بعد القلب عن الله طرقته الافات وتولاه الشيطان من كل ناحية , واستولى عليه .. لم يدع أذى يمكنه ايصاله اليه الا أوصلهالخامس: أنه اذا تمكن من القلب واستحكم وقوي سلطانه .. أفسد الذهن , واحدث الوسواس وربما ألحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم فلا ينتفعون بها .. وأشرف ما في الانسان عقله وبه يتميز عن سائر الحيوانات .. وهل أذهب عقل مجنون ليلى الا ذلك؟ حيث قال:قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم: ........ العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ........... وإنما يصرع المجنون في الحين
السادس: أنه يفسد الحواس أو بعضها إما فسادا معنويا أو صورياأما الفساد المعنوي: فيرى القبيح حسنا منه ومن معشوقه , فهو يعمي عين القلب عن رؤية مساؤي المحبوب وعيوبه فلا ترى العين ذلك ... ويصم أذنه عن الاصغاء إلى العذل فيه .. فالراغب في الشئ لا يرى عيوبه حتى اذا زالت رغبته فيه أبصر عيوبه , كما قيل:هويتك إذ عيني عليها غشاوة ........ فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
واما فساد الحواس ظاهرا : فإنه يمرض البدن وينهكه وربما أدى إلى تلفه .. كما هو المعروف من أخبار من قتلهم العشقوقد رفع إلى ابن عباس وهو بـ عرفة , شاب قد انتحل حتى عاد جلدا على عظم فقال : ما شأن هذا؟ قالوا: به العشق , فجعل ابن عباس يستعيذ من العشق عامة يومه.فالعشق مبادئه سهلة حلوة .. وأوسطه هم وشغل قلب وسقم .. واخره عطب وقتل إن لم تتداركه عناية من الله تعالى , كما قيل:وعش خاليا فالحب اوله غنى .......... واوسطه سقم واخره قتل
والذنب له فهو الجاني على نفسه* ودواء هذا الداء القاتل: أن يعرف ان ما ابتلي به من هذا الداء المضاد للتوحيد إنما هو من غفله قلبه عن الله , فعليه ان يعرف توحيد ربه وسننه واياته أولاثم ياتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ويكثر اللجوء والتضرع الى الله في صرف ذلك عنه .. وليس له دواء أنفع من الاخلاص لله وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"والعاشق اذا صبر وعف وكتم مع قدرته على معشوقه وآثر محبة الله وخوفه ورضاه فهذا من أحق من دخل تحت قوله تعالى " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"